
المركوب السوداني: أناقة القدم وجذور الهوية
Share
«يا سَمح يا زين يا بلدي يا حبوب، أبو جلابية وتوب وجرجار ومركوب...»
بهذه الكلمات الخالدة تغنّى أسطورة الطرب السوداني محمد وردي، بكلمات الشاعر سيد أحمد الحردلو، مادحًا الزي القومي الذي يُجسد روح الهوية السودانية. وكان "المركوب" حاضرًا في هذا المشهد التراثي، لا كمجرد حذاء، بل كرمز عميق للأصالة والفخر.
حرفة ضاربة في الجذور
يُعتبر المركوب السوداني من أعرق الصناعات الجلدية التقليدية في السودان، ويُصنع يدويًا من جلود طبيعية مثل جلد الضأن، التيس، البقر، الأصلة، الورل، الكوبرا، بينما يُعد المركوب المصنوع من جلد النمر الأغلى والأكثر فخامة، وغالبًا ما يقتنيه الأثرياء فقط.
تبدأ مراحل تصنيعه بدبغ الجلود وتجفيفها، ثم يُدهن جلد البقر المستخدم في الأرضية بالقطران لمزيد من المتانة والحماية. أما الجزء العلوي، فعادةً ما يُصنع من جلود الماعز أو التيس ويُخاط بخيوط قطنية متينة على يد حرفيين مهرة يُعرفون محليًا باسم "النُقُلتِيّة" أو "الإسكافية"، المنتشرين في مختلف أنحاء السودان.
مناطق التميّز وأنواع المركوب
تشتهر مناطق عدة بصناعة المركوب، لكن إقليم دارفور يحتل مكانة خاصة، حيث يُعد مركوب الفاشر من أفخم الأنواع، ويتميز مركوب الجنينة بخفة وزنه وجودته العالية. كما تبرز مدينة الأبيض كأحد المراكز الحرفية النشطة، وتضم أحد أشهر أسواق المراكيب في السودان.
وتتعدد أنواع المركوب، منها:
-
مركوب الجنينة: مصنوع من جلود الماعز مع أرضية من جلد البقر.
-
مركوب الدبيب: يُستخدم فيه جلد الثعابين.
-
مركوب الأصلة: مصنوع من جلد الأصلة (نوع من الزواحف).
-
مركوب النمر: أفخم الأنواع، غالي الثمن، ويُعد رمزًا للمكانة.
أكثر من مجرد حذاء
المركوب ليس فقط حذاءً مناسبًا لطبيعة السودان من أمطار ورطوبة، بل هو عنصر أصيل في المناسبات والأعياد، يُكمل به السودانيون زيّهم التقليدي من الجلابية والعِمّة. ومع أنه بسيط الشكل، إلا أنه يحمل في طياته عقودًا من الحرفة، والهوية، والذوق الرفيع.
🥿 في متجر جلابية، نفخر بعرض تشكيلات مختارة من المراكيب السودانية الأصلية، التي تجمع بين الجودة التقليدية واللمسة المعاصرة. اختر مركوبك اليوم، وارتقِ بأناقتك السودانية على أصولها.
#تراث_سوداني
#المركوب
#جلابية